احد اهم عناصر التنمية ان ترتكز علي التطوع لذا رأينا ان نخصص المقالة الثانية تحت عناون
التطوع
ماهية التطوع
أولاً : مفهوم التطوع
يقودنا الحديث عن تعريف التطوع ومفهومه إلى طرح تساؤل هام في هذا المجال ألا وهو
هل نحن في حاجة لتعريف التطوع وتحديد مفهوم العمل التطوعي ؟
يعتقد البعض أننا لسنا في حاجة لذلك لأن تلك المفاهيم أصبحت من الموضوعات البديهية ولا تحتاج إلى تعريف .
ولكن الحقيقة التي أكدها الباحثون أنة لا يزال هناك خلاف حول تعريف التطوع ولا يوجد اتفاق تام حول مفهوم واحد للعمل التطوعي بين العاملين الخبراء في هذا المجال ويرجع هذا الخلاف إلى أن كل منا يستمد مفهومه من واقع خبرته الذاتية أو المجال الذي يمارس فيه نشاطه التطوعي .
ولذلك نلاحظ أن المفهوم الشائع للتطوع ما زال يقترن عند عدد كبير منا بأعمال الخير والبر التي تقوم علي دوافع أخلاقية أو دينية أو نوازع إنسانية بشكل عام بينما واقع العمل التطوعي قد تجاوز تلك الصورة.
دعونا نستعرض بعض التعريفات المختلفة التي طرحها الباحثون في مجالات العلوم الاجتماعية والإدارية فقد عرفه البعض:-
1. أن التطوع جهود إرادية تعكس مبادرة شخصية تنطلق من مسئولية أخلاقية ومسئولية اجتماعية لمساعدة ودعم الآخرين سواء ببذل الوقت أو الجهد دون توخي أهداف ربحية أو تجارية.
2. عرفه البعض بأنه جهد إرادي يبذله الفرد دون توخي عائد مادي بهدف المشاركة في تحمل مسئولياته تجاه المجتمع ومؤسساته من أجل الإسهام في حل المشكلات وكذا تحقيق الخطط والطموحات التي يسعى إليها المجتمع ومؤسساته.
3. هناك تعريف أخر وأخير يعرف التطوع بأنه المجهود القائم علي مهارة أو خبرة معينة والذي يبذل عن رغبة واختيار بغرض أداء واجب اجتماعي وبدون توقع جزاء مالي بالضرورة.
أشكال التطوع
أولاً : عمل تطوعي مؤسسي
ويعني هذا أن يمارس العمل من خلال جمعيات ومؤسسات وتنظيمات تحكمها قوانين ولوائح ، ويعمل المتطوع بناءا على أهداف الجمعية التي تنظم العمل و الجدير بالذكر أن وزارة الشئون الاجتماعية كان وراء إنشائها عام 1939 جمعية أهلية أنشأت في نفس العام وهي الجمعية المصرية للدراسات الاجتماعية وهذا يقودنا إلى أن الجمعيات الأهلية تعد من أهم المنظمات التطوعية للأسباب الآتية :
1. تلك الجمعيات تجسد فلسفة العمل التطوعي وقدرة أفراد العمل علي تنظيم أنشطتهم بعيداً عن الدولة مما يقلل من اعتمادهم عليها في أمور حياتهم .
2. الجمعيات منظمات مستقلة أي غير حكومية وهذا يساهم في دعم و زيادة مصداقيتها لدى الجمهور العام.
3. لا تقوم علي فلسفة الربح أو تحقيق المصالح المباشرة لأعضائها.
4. منظمات غير حسبية لا ترتبط أهدافها بالأغراض السياسية مباشرة وإنما تستهدف مصالح الآخرين أو المجتمع مما يؤهلها لاستيعاب النسبة الأكبر من المتطوعين.
ثانيا: عمل تطوعي تلقائي غير رسمي
لا يرتبط بالانضمام إلى جمعية أو منظمة ما وهذا النوع من التطوع يجسده قول الشاعر العربي
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات علي ما قال برهانا
فعند الشدائد ينطلق الجميع لمساعدة أقارب أو جيران أو أبناء قرية أو وطن واحد بل أحيانا تمتد المساعدة وأعمال التطوع غير المؤسسي إلى خارج الوطن من منطلق القيم الدينية والاجتماعية لنجد أن هذا النوع من التطوع يفوق بكثير النوع الآخر المؤسسي.
وهذا الأمر نتيجة التقسيم السابق يقودنا إلى إشكالية وهي كيفية قياس التطوع في مصر ، أن نتوجه إلى أشكال التطوع المؤسسي أم نتوجه إلى التطوع الغير مؤسسي السائد في المجتمع أم الاثنين معاً .
أنواع التطوع وفقا لمجالاته
1. العمل الخيري :
ويضم كافة أنشطة الجمعيات التي تتمثل في تقديم المساعدات المباشرة أو رعاية الفئات الضعيفة مثل الأيتام و الفقراء و ذوى الاحتياجات الخاصة أو أطفال الشوارع، ويتوقف النشاط عند تقديم المساعدة المادية أو المعنوية لتلك الفئات دون الاهتمام بوضع خطط لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم أو السعي نحو دمجهم في المجتمع أو إحداث تحول جوهري في أحوالهم بما يمكنهم من الاعتماد علي النفس .
يتلخص هدف الجمعية في أن تكون وسيطاً منظماً بين الراغبين في عمل الخير والمساعدة وبين الآخرين الذين هم في حاجة إلى هذه المساعدات.
2. العمل التنموي
يشمل العمل التنموي التعرف علي احتياجات المناطق أو الفئات الضعيفة أو المهمشة وتحديد خصائصها ووضع البرامج الملائمة علي المدى القصير والبعيد للنهوض بها وتنمية قدراتها الذاتية حتى تتمكن من الوصول للموارد والسيطرة عليها ، وتشمل هذه البرامج، و لا تقتصر على، مجالات التعليم والتدريب والإبداع والتنظيم والتشبيك.
3. أنشطة الدفاع والمناصرة
هي تلك المجالات التي تعني بالدفاع عن مبادئ وقيم وقضايا مجتمعية أو مناصرة بعض الفئات والشرائح المهمشة ( نساء- أطفال ) وتستهدف التأثير والتغيير في اتجاهات وقيم وعادات المجتمع السلبية تجاه هذه الفئات وخلق حركة اجتماعية مساندة تعمل علي التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي وأبرز الأمثلة علي ذلك الدفاع عن قضايا المرأة ، الأطفال العاملين ، أطفال الشوارع ، وقضايا حقوق الإنسان عامة ،ً أو القيام بحملة لتفسير بعض التشريعات التي تؤثر علي حقوق بعض الفئات كالمعاقين – أو شن حملة خاصة بحظر الدمار البيئي .
يقوم بهذا النوع من التطوع عادةً من يمكن أن نسميهم بالنشطاء.